بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل الكتاب هدىً ونورًا، وجعل فيه من الآيات ما يدل على عظمته وإحكام صنعه، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الذي جاء بالحق المبين، وبيَّن للناس دلائل الوحدانية في آفاق الكون وأنفسهم، قال تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾
يُسعد الاتحاد العالمي لعلماء الإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية أن يقدّم هذا الموقع العلمي ليكون منبرًا أكاديميًا رصينًا، وفضاءً بحثيًا رحبًا، يجمع نخبةً من العلماء والباحثين والمهتمين بمجال الإعجاز العلمي، ممن نذروا أنفسهم لخدمة الوحيين الشريفين بجهدٍ علميٍ موثّقٍ ومنهجٍ أصيلٍ يجمع بين عمق النص القرآني ودقّة المنهج العلمي المعاصر.
ويأتي هذا الموقع خطوةً استراتيجية في مسيرة الاتحاد نحو تأصيل علم الإعجاز وربطه بالبحث الأكاديمي الحديث، وإظهار الإشارات العلمية في الخطاب القرآني، بما يعزز مكانة هذا العلم في الجامعات والمراكز البحثية، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي والتأليف المشترك ونشر البحوث المحكمة.
كما يشكّل إطلاق المجلة الأكاديمية للإعجاز التابعة للاتحاد رافدًا علميًا متجددًا يسعى إلى دعم حركة البحث الرصين، وإتاحة منصةٍ محكمة للنشر الأكاديمي في قضايا الإعجاز بمختلف فروعه: الكوني والطبي واللغوي والنفسي والتربوي وغيرها، وفق معايير علمية ومنهجية دقيقة، تحفظ قدسية النص وتستثمر طاقات العقل والعلم.
إننا في الاتحاد نؤمن بأنّ الإعجاز العلمي ليس بابًا للانبهار، بل ميدانٌ للتدبر والتأصيل، وطريق لمعرفة الحق سبحانه، وأنّ الجمع بين العلم والوحي هو أساس النهضة المعرفية المنشودة، وسبيلنا إلى بناء جيلٍ من الباحثين يجمع بين الإيمان العميق والفهم الدقيق، وبين الأصالة والابتكار.
نسأل الله تعالى أن يبارك في هذا الجهد، وأن يجعله لبنةً في صرح خدمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن ينفع به الأمة والإنسانية جمعاء.
والله وليّ التوفيق.
المجلس التأسيسي للاتحاد